منذ الصغر و أنا أسمع عن الحفلات التنكرية فهى عبارة عن لبس الأقنعة و ظهور الأشخاص على غير طبيعتهم و رغم معرفتى بها إلا أننى لم أذهب إليها يوماً كنت فقط أراها فى الأفلام و أحلم أن أحضر مثل هذه الحفلات لمشاهدة هؤلاء المقنعين و ماذا يفعلون.
أما الآن لقد عرفت أن الدنيا ما هى إلا حفلة تنكرية و لكن الفرق بينها و بين التى كنت أراها أن هؤلاء الأشخاص الذين يرتدون الأقنعة معروف أنهم مقنعون و أيضاً من المعروف أنهم بعد الحفلة سوف يخلعونها و يظهرون على حقيقتهم ، أما فى هذه الدنيا فلن نكتشف هؤلاء المقنعون إلا نادراً، فهم بارعون فى إخفاء وجههم الحقيقى و بارعون فى تبديل الأقنعة حسب الموقف و المكان و الأشخاص.
فمنهم من يرتدى قناع الطيبة و هو بداخله قسوة لا حدود لها..و منهم من يرتدى قناع الوفاء و هو بداخله مثال للخيانة..و منهم من يرتدى قناع الناصح الأمين و هو بداخله الفاسد الحقود،فالأقنعة كثيرة و من يتقن استخدامها فى هذا الزمن كثيرون أيضاً.
و فى نظرى أن مثل هؤلاء بداخلهم نقص وشرخ فى شخصيتهم ..ياالله إنهم بالفعل أُناس مثيرون للشفقة، فهم فى قرار أنفسهم يعلمون من هم جيداً و لكنهم يتمتعون بخداع الناس و تبديل الأقنعة- و لكن- الأسوأ من الذين يرتدون الأقنعة على علم بيها ، الذين يرتدون الأقنعة و يتوهمون أنهم بالفعل بلا قناع و أن هذه هى شخصيتهم الحقيقة، فهؤلاء أخطر بكثير فهم يؤذون بدون قصد و لا معرفة و لكن سرعان ما ينكشف أمرهم أمام الجميع و لكن بعد فوات الأوان أو كما يقال بعد (خراب مالطة) فإن ايذائهم أبشع و أخطر بل و مدمر أيضاً.
والسؤال هنا: ماذا يستفاد هؤلاء الأشخاص من كل هذا ؟؟؟؟ فهم عاجلاً ام اجلاً سوف ينكشفون و يبتعد عنهم الناس و يعيشون فى وحده و عزله بعد ذلك..لأن ثقة الناس بهم أصبحت معدومة..فلقد خسروا أنفسهم و الناس من حولهم بسبب أقنعة واهمة.
رسالة أخيرة لكل من يرتدى قناعه المزيف..اخلع القناع و عش كما أنت بشخصيتك و حاول أن تتغير بدونه لتبقى أنت الشخص المحبوب بدون اى قناع و تذكر أنه من عاش بوجهين مات لا وجه له...و تذكر أيضاً أن المنافقين أعدت لهم نار جهنم خالدين فيها
أيها المقنع قف و راجع نفسك قبل فوات الأوان