تعيش حياة سعيدة هادئة تسير نحو هدفك برشاقة و تتخطى العواقب التى تقابلك بكل هدوء إلى ان تجد نفسك اخيراً أمام هدفك ، لا يفصل بينكم سوى خطوة واحدة ، فترفع قدمك لتخطوها و فى هذه اللحظه تنشق الارض و يهوى بك هدفك إلى قاعها .
فتصاب بالذهول و تستسلم للسقوط، و فى القاع تحاول استيعاب ما حدث و لكن دون جدوى .. فتظل تسأل كيف ؟ لماذا ؟ و أين ؟
فتأتى إرادتك من الخلف لتجيبك : كيف ؟ لأنك اغمضت عينك عن الحقيقة ، لماذا ؟ لان هدفك حقيقته وهم ، و أين ؟ رحلوا فقد انتهت مهمتهم .
و هنا تلتفت إليها و تحادثها: لكن ألم نصل إلى أهدافنا بالإرادة .. فكيف كنت أقاومك لأصل إلى هدفى ؟؟
فتجيبك و هى ترفعك للسطح مرة اخرى : لأنك كنت مغيباً .
و عندما تصل للسطح تنظر حولك لا تجد غير مكان ميت لا حياة فيه ، تحاول ان تتذكر لتفهم فتبحث يميناً و يساراً فى ذاكرتك عن الحلقة المفقودة و لكنك لا تستطيع ايجادها فتصرخ من داخلك أين هى ؟؟
و فجأة تجد امامك باباً ينفتح فتدخل فيه مصطحباً إرادتك لتجد مدينة تشبه مدينتك و لكن ألوانها باهته ، لا إنها بالفعل مدينتك و هاهم اهلها فتقترب منهم وتحادثهم و لكنهم لا ينتبهوا لك بل انهم ايضاً لا يرونك ! ، فتنظر فى الجهة الأخرى لتجدك متجه إليهم ، وهنا تتراجع للوراء فى ذهول تشاهد ما يحدث ..فتتذكر هذا الموقف و لكن هم كانوا فارحين فلماذا وجوههم مسودة هكذا بل و ما هذا الكلام الحاقد لا لا لم يحدث هذا .. فتنظر الى اليمين لترى موقف آخر فتجرى عليهم .. نعم هنا كانوا يبكون من أجلى و لكن ما هذا ؟؟ ما هذه الابتسامة و ما هذه الكلمات لا لم يقولوا هذا .. فتجرى بجنون إلى جهة اخرى لتراهم يتبادلون الأحضان و فى يد كل منهم خنجراً يطعن به بعضهم البعض و يضحكون !!!
فتنهار و تتسأل اين انا ؟ و ما هذا المكان اللعين ؟
فيختفى كل شئ و تظهر البصيرة لتجيبك : انت فى المنطقة اللامرئية حيث الحقيقة ، حقيقة الكلام ، حقيقة الافعال و حقيقة الأنفس .
و تسأل : و لكن كيف لا ارى هذا من قبل و انتِ معى ؟
فتجيبك : لأنك كنت مغيباً .
و تعود مرة اخرى لمكانك و تجلس حزيناً و تتسأل كيف أصبحت هكذا فأنا شخصاً ذو إرادة و بصيرة لم أكن ابدا شخصا مغيباً اين كان عقلى ؟؟
و هنا ينفتح لك باباً اخر فتدخل فيه مصطحباً الإرادة و البصيرة لتجد الماضى البعيد امام عيناك ، نعم هاهى مدينتك القديمة بنقائها كم كانت جميلة حقاً و اهلها طيبون اوفياء و لكن يوجد شئ ينقصها و بدونه لا تستطيع أن تحيا معهم ، حينئذ قررت ان تبحث عن هذا الشئ فى مدينة اخرى و تركتهم و بحثت كثيراً ولم تجده و كان اليأس على اعتابك فوجدت مدينة الماضى القريب فأوهمك عقلك بان ما تبحث عنه هنا فقررت الاستقرار فيها و كان عقلك يصور لك قبحها جمالاً و غدر اهلها وفاء .
وهنا اسرعت الى الخارج متسائلا كيف ؟ عقلى ؟ أهذا العقل الذى يرونه دائما صالح لا اصدق !!!
فيأتى العقل ليخبرك الحقيقة الصادمة : لست انا من فعل بل انت ، انت الشخص الذى لا يعرف الاستسلام ،فدائما تعطى أمر " لا تستلم" ثم توجهنى إلى الطريق و لكن هذه المرة وجهت الامر دون ارشادى الى الطريق ، لذا عندما وجدت اليأس قد ظهر أمامى تعاملت مع امرك دون تمييز للطريق ..
وسكت العقل و ساد الصمت المكان للحظات ، ثم جاء العقل مصطحباً وراءه البصيرة و الإرادة ليسألك : ماذا ستفعل الان ؟
فتجيبه : ماذا سأفعل ؟؟ فقد كان درساً قاسياً حقاً و جروحى لم تشفى بعد و لكن ..
كما قلت أنت اننى شخص لا يعرف الاستسلام ، لذا سأستوعب الدرس جيداً و لنذهب جميعا الان لنعيش الحاضر بأمل و روح لا تعرف الاستسلام.
و دمتم سالمين